رئيس التحرير : مشعل العريفي
 طارق الاحمدي
طارق الاحمدي

حفلة كورونا

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

زارنا في الأيام الماضية، الممثلُ البارعُ "فيروس كوفيد 19"، واسمه الفني كورونا، كي يتقمص أدواراً مختلفة قد تضحك أو تبكي الجمهور المتفرج، المشكلة هذا الممثل لا يرحمُ صغيراً أو كبيراً ! . فحضور المسرح والتفاعل إلزامي، معياره الوحيد حتى يقوم بصبغ الحنان عليك هو الانتباه والاهتمام به أما إن كنت من الذين يعانون من اللامبالاة في الحياة فسوف يؤدبك حتى ترجع لصوابك وان لم تنتهي يمحيك من الأرض، يا إلهي كم هو ممثل قوى وعظيم ويدل على عظمة الخالق العظيم.
لم يكتف هذا الممثل الداهية بفعله العجب في الكرة الأرضية ودخوله الكثير من الأماكن بلا استئذان وجعله الناس تلزم بيوتها وتراقب أثره على نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية ونحوها، ورغم أن الجمهور قد كره تمثيله وحركاته ونشاطه وفرح بأخبار سفره إلي بلده والذي يبقى سراً بين أعداء الحياة، إلا أن الأخبار قد تواترت بوجود ممثلا آخر يشابه صاحبنا ولكن بأسلوب أكثر قوة وتحدي يا إلهي ما العمل مع هؤلاء الممثلين الثقيلي الدم.
المشكلة أن هؤلاء الممثلين يعبرون الحدود بدون تأشيرات ويدخلون البيوت بدون دعوة من أصحابها، والمتفرجون جالسون ينتظرون ويشاهدون لعلهم بعد قليل يمشون إلي برٍ بعيد عن هذا الممثل الغريب العجيب.
هذا حالنا: حاولتُ أن أُجَسَّدهُ من خلالِ حفلةٍ لبطل المسلسل كورونا، والذي لم يترك بقعه من بقاع الأرض إلا وقد زارها ومثّل فيها.
الذي أقصِدُه أن الأوطان لا ترتقي إلا بالعلم البحثي العظيم فهو طوقُ النجاة الحقيقي لكل من هُم على مسرحِ الحياة، وقد آن الأوانُ بأن لا نقف متفرجين ننتظر مصيرنا، حان الوقت لدعم مراكز البحث بتخصيص ميزانية خاصة لهذه الأوبئة وغيرها من الجوائح وأن نأخذ زمام المبادرة ونتذاكر مقولة المفكر المصري الدكتور مصطفى محمود - رحمهُ الله - فى برنامجه (العلم والإيمان) حين قال ما نصهُ " لو انتشر فيروس قاتل في العالم وأغلقت الدول حدودها وانعزلت خوفا من الموت المتنقل ستنقسم الأمم بالغالب إلي فئتين فئة تمتلك أدوات المعرفة تعمل ليلا ونهارًا لاكتشاف العلاج والفئة الأخرى تنتظر مصيرها المحتوم، وقتها ستفهم المجتمعات أن العلم ليس أداة للترفيه بل وسيلة للنجاة".

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

آخر الأخبار

arrow up